فَلَبِثَ أَيْضًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَادَ فَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ مِنَ الْفُلْكِ، فَأَتَتْ إِلَيْهِ
الْحَمَامَةُ عِنْدَ الْمَسَاءِ، وَإِذَا وَرَقَةُ زَيْتُونٍ خَضْرَاءُ فِي
فَمِهَا"..
سفر التكوين 10:8
إلى: أطفال العرب
فى هذا اليوم
امتلأت ردهة المستشفى بالمارة، الذين يتحركون في اتجاهات مختلفة، تمتلىء الممرات
عن آخرها بالنقالات، تعلو أصوات عربات الإسعاف والجرحى، جرحى كثيرون، تكاد لاتمر
دقيقة دون سماع صُراخ مريض. ثم سرعان ما حلّ الظلام.
تهتز الحوائط إثر
انفجارات القنابل، إبراهيم -على عكس الجميع- لايفكرإلا في الحمامة، ينظر بفضول إلى
حركة الأطباء السريعة، ثم يُخرج رأسه ليتفقد شيئًا ما، لكنَّ أحد المُمرضين قاطعَه
وأغلق الباب فجأة.
لا يحب إبراهيم
هؤلاء الناس، فهم يثيرون غضبه الشديد، وبينما يتكلم والده مع الطبيب، كان الطفل
يراقب الحركات السريعة لعربات نقل المرضى، كانت الأرض تتحرك من تحته حتى أصبح كل
نفس يخرج منه يجعل رئتيه تضيق أكثر، الوميض المتقطع المُنبعث من أحد المصابيح ، يُعلن عن قُرب توقف المولد الكهربائى.
ظلَّ الصغير متأثرًا وظنَّ أنه رأى ملاكًا، فأخذ يجري مُسرعًا ليخبر والديه بما حدث.
فى تلك الليلة،
بينما يحلم صعد فوق أسطح القريه، وبينما يداعب النسيم وجهه، شاهد حقول القمح
والكروم والزيتون والبحر والصيادين، كما رأى أيضًا والديهِ على الشاطىء، وأطفالًا
آخرين مثله تمامًا يلعبون مع السُحب.
فى اليوم
التالى، وبينما يتناول الإفطار فى باحة المنزل، تحت شمس مُغطاة بالسُحب، ظهرت
الحمامة مرة أخرى، مع أنها كانت تبدو تائهة هذه المرة.
بعد دقائق مرَّت
كالساعات بالنسبة لإبراهيم، عاد الطائرإلى الشجره التى وُضع عليها الماء في ظهيره
اليوم السابق، نهض الأب وابنه فوجدا أنها تشبه الحمامة الأخرى تمامًا، غيرأنَّ
جناحها مكسور، قاما بمعالجتها سويًا، وبنيا لها عُشًا خاصًا باتجاه الشرق، حتى
تكون بمعزل عن الرياح والأمطار، إذ بدا لهما أنها تحتاج إلى رعاية وعناية خاصة.
كان العُش أبيض مثلما أراد الطفل، أثارت هذه الحادثة اهتمام أبناء القريه وحسد
زملاء الطفل فى المدرسه، فكانوا جميعهم يريدون زيارته ومشاركته في أعمال النظافة
والاهتمام بالحمامة.
قبل أن تتمكن
الحمامة من الطيران مرة أخرى، كان يجب عليها أن تنتظر طويلًا. فى البدء كانت تحلق
على مسافة قصيرة فى المكان ذاته، ثم بدأت تطيرإلى أعلى بالتدريج، إلى أن اختفت
تمامًا خلال بضع ساعات، وكانت تعود دائمًا وقت الغروب.
حينما صار
القمربدرًا، نام إبراهيم قبل أن تعود الحمامة وفى أحلامه رأى صقرًا بمخالب كبيره
يطارد الحمامة، لكنها تمكنت من الهرب فى النهايه.
استيقظ
إبراهيم على دويّ الانفجارات التى اندلعت في القريه دون سابق إنذار، لم تمنحهم
الانفجارت المُفاجئة الوقت كي يذهبوا إلى أي مخبأ، سقط جدارالفناء فوق رؤسهم، إلا
أنهم استطاعوا إنقاذ الطفل والحمامة.أعلنت صفارات الإنذار فى المستشفى عن هجومٍ جديد، مما أثار غضب إبراهيم مرة أخرى، استمع إلى صرخات الألم، ثم بدأ يرتجف، ولم يعد الهواء قادرًا على الدخول إلى رئتيه.
فى نهايه الممر
يجلس والده مع شخصٍ آخر، اقتربا منه محاولين اللحاق به لكنه سقط قبل وصولهما،
شعرالطفل بيد الطبيب فوق رأسه، كما لاحظ أيضًا ثقل وصعوبه تنفسه.
بسرعه... اوكسجين !احتضنه
الطبيب مُجتازًا متاهه المرضى والضمادات وأكياس من الملابس والنفايات والحوائط
المتسخه ذات الرائحة الكريهة.دخلوا إلى غرفة مضيئة، يتوسطها سرير، وضعوا له الكمامة ، بحث الطفل عن والده وطائره فلم يجدهما.
قاموا بفعل كل ما يلزم لإنقاذ الطفل، وعلى الرغم من أنه كان مُدثرًا بعناية ، إلا أنه كان يرتجف بشكل ملحوظ .
Este cuento ha sido traducido del español al árabe por
Amal Desouky Sayed
Nacida en El Cairo (Egipto) donde vive , estudió en la Facultad de Lenguas de el Alsun, en la Universidad de Ain Shams.
Actualmente trabaja en Vodafone Spin y como traductora Free Lancer
.
El cuento IBRAHIM está incluído en el libro "Tras las huellas de Sherezade" de Carmen Dorado Vedia se distribuye bajo una Licencia Creative Commons Atribución-NoComercial-SinDerivar 4.0 Internacional.
No hay comentarios:
Publicar un comentario